بدعم أممي.. 22 شاباً وفتاة من الأردن يبتكرون طرقاً مستدامة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي (صور)

بدعم أممي.. 22 شاباً وفتاة من الأردن يبتكرون طرقاً مستدامة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي (صور)

في الأردن، حيث يكافح الكثيرون لتأمين ما يكفيهم من الطعام، يجد الشباب طرقا مبتكرة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل مستدامة وصديقة للبيئة، بدعم من برنامج ابتكار في مجال الأمن الغذائي تابع للأمم المتحدة.

يتعامل الأردنيون مع تحديات متداخلة متعددة، بما في ذلك النمو الاقتصادي البطيء، وارتفاع معدل البطالة بين الشباب وندرة المياه وزيادة تكاليف المعيشة.

ويمتاز الأردن بأنه دولة فتية، و63% من سكانه هم ضمن الفئة العمرية الأقل من 30 عاما.. ووفقاً لمنظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، فإنه من المهم للغاية إشراك الشباب والشابات وحشدهم لإيجاد حلول لمعالجة الأمن الغذائي.

ولذا؛ تشاركت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي معا لمعالجة قضايا الأمن الغذائي المتفاقمة من خلال إطلاق برنامج الابتكار الشبابي في مجال الأمن الغذائي، حيث قدمت مجموعة من الشباب الأردنيين (22 شابا وشابة) تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، طائفة واسعة من الأفكار التي تتراوح بين إدارة النفايات الصلبة، وإعادة تدوير قشور الخضراوات والفواكه، إلى ابتكار بدائل صحية للوجبات المدرسية.

وتلقى المبتكرون الشباب تدريبا حول الآثار المترتبة على الأمن الغذائي، والفرص والتحديات المرتبطة بشكل مباشر بالأمن الغذائي، ودور التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الأغذية، وإستراتيجيات تغيير سلسلة الأغذية التقليدية، والإنتاج، والتوزيع، والمعالجة، والتسويق، والاستهلاك، والتسويق الإلكتروني.

"آية كريك"

"آية كريك"، طالبة هندسة عمارة في عمّان، هي واحدة من بين الشابات المبتكرات، نجحت آية وفريقها بتحويل نفايات المزارع إلى أسمدة عضوية غنية بالعناصر الغذائية، من شأنها أن تعيد إحياء التربة، مما يشجع المزارعين على تجنب استخدام الأسمدة الكيميائية.

قالت "آية": “تهدف فكرتي المبتكرة إلى زيادة تحصين النباتات ضد الأمراض ومساعدة التربة على الاحتفاظ بالماء بنسبة كبيرة، مما يقلل من كمية الري التي تحتاج إليها النبات، فهي طريقة حديثة لمعالجة النفايات ولا تصدر غازات دفيئة”.

وأوضحت قائلة: “بدأنا مشروعنا في بداية الجائحة، ومع ما حدث من إغلاقات مترتبة على ذلك، أتينا بأفكار لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي”.

وأضافت أن العاصمة الأردنية، عمّان، تُعتبر مدينة مزدحمة جدّا، ولا تتوفر فيها مساحات مخصصة للزراعة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأغذية العضوية والصحية ليست من اهتمامات الجميع، ويرجع ذلك إلى ضعف الوعي بأهمية ذلك، وارتفاع الأسعار على حدّ تعبيرها.. "ولذلك، كنا مصممين على رفع الوعي حول أهمية وفوائد هذه الأغذية (العضوية)".

وأعربت آية عن شعورها بالفخر بما وصلت إليه اليوم، "نحن على وشك إنشاء أول مزرعة متعددة المنتجات تديرها المرأة"، مضيفة: “نحن الشباب بحاجة إلى أن نفكر خارج الصندوق، وأن نأتي بأفكار متعلقة بالاستدامة البيئية”.

علاء ونورهان

وبدأ كل من خريج الشؤون المصرفية والمالية علاء الحجازي، وطالبة "ذكاء الأعمال" نورهان الغربلي بمشروع ناشئ يعمل على إنتاج نباتات ذاتية الري والتغذية باستخدام الهواء فقط، وقاما بإنتاج نوع جديد من الهيدروجيل مكوَّن من بوليمرات ذاتية الامتصاص، من شأنها أن تحوّل الرطوبة في الهواء إلى ماء نقي ذي استخدامات لا حصر لها.

يقول علاء: “بدأتُ هذا المشروع مع نورهان كمطوّر للأعمال ورياديّ، ولا نهدف إلى الحصول على المال من هذا المشروع، وإنما إلى إحداث أثر وتغيير في حياة الناس.. إن للتغير المناخي تأثيرات مباشرة على الأمن الغذائي، وعلى الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه، فعلينا جميعا أن نعمل لاتخاذ الإجراءات”.

وأضاف أن الخطوة القادمة هي "ترجمة هذه الفكرة إلى واقع ملموس، بينما نواصل الآن استكشاف المزيد من الأعمال البيئية،" وقال إن “بيئتنا مصدر غني، وبإمكاننا أن نستخدم مواردها بطريقة مستدامة”.

فاطمة

 

وبالنسبة لفاطمة، طالبة صيدلة في العشرين من العمر وإحدى المشاركات في التدريب، فإن حبها للنباتات شجّعها على ابتكار حلّ لزيادة مستويات الإنتاج الزراعي، معالجةً بذلك قضايا الأمن الغذائي العامة التي تواجه بلدها، وطوّرت فاطمة كبسولة زراعية عضوية، تعمل على مساعدة المزارعين في زيادة إنتاجهم الزراعي.

تقول: “لطالما أحببتُ النباتات، ويوفِّق هذا المشروع بين تعليمي وحبي للنباتات، لقد حظيت بالكثير من وقت الفراغ خلال الإغلاقات بسبب جائحة كـوفيد-19، فحاولت أن أستغله بإبداع”.

وشكّل صنع الكبسولة تحدياً كبيراً بالنسبة لها، فقد استغرق الأمر أكثر من شهر لاكتشاف كيفية صنعها، تقول فاطمة: “أؤمن أنه حالما تتكون لدينا فكرة، فإن علينا الاستفادة منها والبدء في تنفيذها دون أي تأجيل.. آمنوا بأفكاركم، وبجهودكم المبتكرة، ستصبح الفكرة حقيقة”.

آلاء الثلجي

ويتضمن مشروع المهندسة الزراعية آلاء ثلجي إعادة تدوير قشور الخضراوات والفواكه لإنتاج بوليمر كيميائي يعمل على إزالة المعادن الثقيلة من الماء بنسبة كبيرة.

قالت آلاء: “أنا مهندسة زراعية متخصصة في مجال معالجة المياه، لقد أتيت بالفكرة عندما كنت في السنة الثانية من الجامعة، حين تلقيت دروسا في مادة اسمها (الملوِّثات البيئية الكيميائية)، والتي تعرَّفنا من خلالها على المخاطر التي تشكلها تلك الملوِّثات على صحتنا، بالإضافة إلى مادة أخرى اسمها (معالجة مياه الشرب)، حين أخبرنا الأستاذ الجامعي أن الماء الذي يحتوي على معادن ثقيلة غير صالح للشرب.. ومن هنا، فكّرتُ بمصادر الماء العديدة التي، مع الأسف، لا يمكننا الاستفادة منها، وبدأتُ بالعمل على تطوير بوليمر كيميائي عضوي وآمن، مصنوع من قشور الفواكه الحمضية، لإزالة المعادن الثقيلة من الماء بنسبة 99%”.

ويركِّز البرنامج على مساعدة الشباب في تحديد التحديات التي تواجههم داخل مجتمعاتهم، ليصبحوا صُنّاعا للتغيير عن طريق إيجاد حلول ريادية ومبتكرة لمعالجتها؛ تركّز منظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي على توظيف أدوات الابتكار لتحقيق أثر التنمية المستدامة.

وتعكس هذه الشراكة التزام كل من منظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي إزاء أهداف التنمية المستدامة والتوجه الإستراتيجي المشترك لتوظيف الابتكار من أجل التنمية ودعم بيئة الابتكار المحلية في الأردن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية